حمدى رزق

المرأة الداعشية 

الثلاثاء، 26 فبراير 2019 06:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قطع الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، طريق العودة على المرأة الداعشية «هدى مثنى»، وقرر: «إن المرأة التى غادرت الولايات المتحدة لتعمل فى الدعاية لتنظيم الدولة الإسلامية، لن يسمح لها بالعودة إلى البلاد».. وكتب على موقع توتير أنه «أعطى التعليمات إلى وزير الخارجية، مايك بومبيو، بعدم السماح لهدى مثنى بالعودة إلى الولايات المتحدة».
 
المرأة الداعشية «هدى مثنى»، التى أنجبت طفلا عمره الآن 18 شهرًا، ولدت فى «هكنسيك» بولاية نيوجيرسى، ونشأت فى ألاباما، وغادرت إلى سوريا وعمرها 20 عامًا تحت زعم حضور نشاط جامعى، سلمت نفسها أخيرًا وبعد هزيمة التنظيم للميليشيا الكردية المدعومة أمريكيا، وتعيش حاليًا فى مخيم شمالى سوريا.
 
هدى مثنى، تلح فى العودة إلى أمريكا، وأعلنت أنها ندمت على الالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية، وطلبت الصفح عن صور الفيديو التى انتشرت لها على مواقع التواصل الاجتماعى تروج فيها للتنظيم.
 
القضية الشائكة مطروحة على الرأى العام الأمريكى، وبالأحرى مطروحة على الرأى العام العالمى، قضية «العائدون من داعش» مطروحة منذ إعلان هزيمة التنظيم الإرهابى، وبات التفكير فى مصير عناصره الإرهابية يؤرق المجتمعات الغربية، ولسنا ببعيد.
 
الأرقام المصرية عن المصريين، الذين التحقوا بداعش غير معلنة، وكم ممن قيل إنهم مختفون ظهروا فى صفوف التنظيم عبر فيديوهات منشورة على مواقع التنظيم، وغالبيتهم مختفون بين الصفوف الداعشية، وبعضهم سقطوا قتلى، وتبقى منهم نفر غير معلوم، ويوما ما سيظهرون على السطح، ولا تستغرب أن يطلب بعضهم العودة إلى الديار التى هجروها، بعد أن كفّروا أهلها، وبغوا عليهم، وأعملوا فيهم القتل وسفك الدماء.
 
هنا يلزم التوقف والتبين، فليس كل من ذهب إلى داعش مبايعًا الخليفة على القتل وسفك الدماء ظهر اسمه فى الإدانات القضائية للتنظيمات الإرهابية، وبعضهم عمل سرا فى العمليات النوعية والمعلوماتية، ولم يظهر وجهه فى فيديو منشور، وهؤلاء خطر داهم يتحسب منه رئيس دولة عظمى مثل أمريكا، وتقف أوروبا على أطراف أصابعها خوفا وقلقا حذر الخطر العائد إلى البلاد.
 
ماذا نحن فاعلون؟ فلنستعد لهذه الموجة العاتية العائدة من الإرهابيين، نعم الأجهزة الأمنية المصرية صاحبة خبرة عالمية فى هذا المجال، ومر على البلاد تنظيمات عائدة من أول أفغانستان، مرورًا بالشيشان وحتى ألبانيا، وأخيرًا نحن فى مواجهة «العائدون من داعش».
 
الأجهزة الأمنية تبذل قصارى جهدها فى محاصرة الظاهرة المخيفة، وتتحسب عبر المطارات والمنافذ الحدودية، وتحيل التنظيمات الإرهابية إلى القضاء، ولكن الظاهرة تحتاج إلى تحوط عاجل واستراتيجية مغايرة، فهؤلاء ذئاب منفردة وخطيرة بأفكارهم الإرهابية وخبراتهم القتالية، وصلاتهم الممتدة عبر الأقطار برفاقهم فى التنظيم الداعشى.
 
نحن إزاء عناصر مقاتلة وإن تخفت فى ثياب الحملان، ولو أبدت الندم والتوبة على طريقة «هدى مثنى» الأمريكية أو حالة «شميمة بيجوم» البريطانية، والأخيرة سحبت منها الجنسية البريطانية بقرار صارم من حكومة جلالة الملكة.. لا يسمح لها بالعودة إلى الأراضى البريطانية.
 
طريقان، أمريكى وإنجليزى، وعلينا أن نختار أو نستنبط طريقًا ثالثًا يحول دون عودة هؤلاء وأشباههم من العناصر الإرهابية الإخوانية إلى الأراضى المصرية، حماية الأمن القومى المصرى من خطر داعش فوق كل اعتبارات تقول بها منابر حقوقية عالمية لم تفتح فمها فى مواجهة الرئيس الأمريكى أو القرار البريطانى.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة